علاج الثعلبة في الشعر عند النساء بالتفصيل

 

تُعتبر الثعلبة في الشعر من الأمراض المزعجة التي تؤثر بشكل خاص على النساء. تسبب الثعلبة في الشعر عند النساء فقدان الشعر في مناطق محددة، مما يؤثر على النفسية والمظهر العام.

يهدف هذا المقال إلى استعراض خيارات العلاج المتاحة لعلاج الثعلبة في الشعر عند النساء. سنستعرض أسبابها وتشخيصها، بالإضافة إلى العلاجات الموضعية والضوئية المستخدمة.

سنناقش أيضًا التحسينات الحديثة في علاج الثعلبة في الشعر وتأثيرها على النتائج. ستجد أيضًا نصائح مهمة للعناية بالشعر بعد العلاج. تعرفي معنا على الخيارات المتاحة وكيفية التعامل مع هذه الحالة المزعجة.

راجع هذه المقالة الدكتورة خولة بن يونس – مختصة في الأمراض الجلدية والتناسلية في صفاقس.

 

 الثعلبة في الشعر عند النساء

 الثعلبة في الشعر عند النساء

الثعلبة في الشعر، المعروفة أيضًا بـ البولاد Pelade، هي حالة تسبب فقدان الشعر في مناطق محددة من فروة الرأس.

تؤثر الثعلبة بشكل خاص على النساء وتسبب تغيرات كبيرة في المظهر العام والنفسية. يمكن أن تفقد النساء الشعر في فروة الرأس، والحواجب، والرموش، وشعر الجسم بشكل عام.

يعتبر تأثير الثعلبة على النساء أكثر صعوبة نظرًا للتحديات الجمالية والاجتماعية التي قد تواجهها. من المهم البحث عن خيارات العلاج المتاحة لمساعدة النساء المصابات بالثعلبة في استعادة ثقتهن بالنفس وشعورهن بالجمال.


ما سبب الثعلبة عند النساء؟

هناك عدة أسباب وعوامل خطر محتملة للثعلبة في الشعر عند النساء. قد تشمل بعضها:

1. العوامل الوراثية

قد يكون للوراثة دور كبير في ظهور الثعلبة في الشعر عند النساء أو الرجال. إذا كانت هناك أفراد آخرون في العائلة مصابون بالثعلبة، فقد يكون لديك خطر أعلى للإصابة بها.

2. اضطرابات المناعة الذاتية

تشمل الثعلبة ضمن اضطرابات المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الشعر بالخطأ، مما يؤدي إلى تساقطه.

3. العوامل البيئية والتوتر

قد تلعب العوامل البيئية والتوتر دورًا في تفاقم الثعلبة في الشعر. يمكن أن يؤثر التوتر النفسي والصدمات العاطفية على صحة الشعر.

4. اضطرابات الغدد الصماء

بعض اضطرابات الغدد الصماء، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو نقص هرمون الحليب (البرولاكتين)، قد تساهم في ظهور الثعلبة في الشعر.

 

يجب أن يتم تشخيص وتحديد الأسباب الدقيقة للثعلبة في الشعر عند النساء من قبل طبيب الأمراض الجلدية، لتوجيه العلاج اللازم واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.


تشخيص الثعلبة في الشعر عند النساء

تشخيص الثعلبة في الشعر عند النساء يتطلب تقييمًا متخصصًا من قبل أخصائي الأمراض الجلدية.

في العموم، يتم تشخيص الثعلبة في الشعر عند النساء استنادًا إلى الأعراض والتاريخ الطبي للمريضة. يشمل التشخيص العناصر التالية:

1. التاريخ الطبي

 يتم سؤال المريضة عن أعراضها ومدة حدوثها والعوامل المرتبطة بها.

2. الفحص الجسدي

 يقوم الطبيب بفحص فروة الرأس والشعر المتضرر ويتحقق من وجود تساقط شعر منتظم وبقع صلعاء. كذلك يتم فحص كامل الجسد لمعرفة ما إذا هناك تلف في شعر الجفنين والرموش والمناطق الحساسة وكامل الجسد.

قد يستعين طبيب الجلد أيضا بجهاز الدرموسكوب والذي يمكن من التشخيص ومدى معرفة صعوبة الحالة.

3. التحليل المجهري

نادرا ما يتم أخذ عينة صغيرة من فروة الرأس المتضررة وفحصها تحت المجهر لتحديد وجود خلايا الثعلبة.

4. الفحوصات المساعدة

في بعض الحالات، يمكن أن تُطلب فحوص إضافية مثل تحليل الدم لفحص مستويات الهرمونات أو الاستجابة المناعية.

يجب أن يتم تشخيص الثعلبة في الشعر عند النساء من قبل متخصص مؤهل لتحديد العلاج المناسب والتعامل مع المشكلة بشكل فعال.

علاج الثعلبة من الصيدلية: العلاجات الموضعية

يتوفر عدة خيارات لعلاج الثعلبة في الشعر عند النساء. تعتمد العلاجات المختلفة على شدة الحالة وتفضيلات المريضة. قد تشمل الخيارات التالية:

من المهم أن يتم استشارة الأخصائي الجلدية المؤهل لتقييم الحالة واختيار العلاج المناسب وتوفير الدعم اللازم للنساء المصابات بثعلبة الشعر.

1. مراهم الكورتيكويد

تعد كريمات الكورتيكويد واحدة من الخيارات الشائعة لعلاج الثعلبة في الشعر عند النساء. حيث تعمل على تقليل الالتهاب في فروة الرأس وتحفيز نمو الشعر.

يجب أن يتم استخدام هذه المركبات تحت إشراف طبيب مختص، حيث يتم تحديد نوع الكورتيكويد والتركيز المناسب وتوقيت الاستخدام وفقًا لحالة المريضة. قد تحتاج المرأة إلى استخدام هذه المراهم لفترة طويلة قد تصل إلى عدة أشهر لتحقيق النتائج المرجوة.

قد  يلجأ طبيب الجلدية إلى استعمال حقن موضعية من الكورتيكويد ذي فاعلية طويلة، حيث يتم حثن فروة الرأس مرة في الشهر أو كل 21 يوم في الأماكن المصابة.


2. المينوكسيديل

المينوكسيديل هو علاج موضعي مشهور وفعّال في تعزيز نمو الشعر. يمكن الحصول عليه دون وصفة طبية، ويعمل عن طريق تحفيز تدفق الدم إلى بصيلات الشعر وتنشيط البصيلات الخاملة. ي

ُعد المينوكسيديل خيارًا جيدًا لعلاج حالات الثعلبة الخفيفة، حيث يساعد على تعزيز نمو الشعر في المناطق المتأثرة.

لا يمكن استعمال المينوكسيديل وحده خاصة في الفترة الأولى من العلاج.

يأتي المينوكسيديل عادةً في محاليل بقوة 2 أو 5 بالمائة، ويمكن تطبيقه مباشرة على فروة الرأس أو أي منطقة تحتاج للعلاج، مرة أو مرتين في اليوم. يمكن أن يحتاج استخدام المينوكسيديل إلى صبر ومتابعة، حيث قد يستغرق بعض الوقت للاحظ التحسينات في نمو الشعر.

3. كريم أنثرالين

كريم أنثرالين كان يستخدم في الأصل كعلاج للصدفية، ولكن وجد أنه فعال أيضًا في علاج داء الثعلبة الخفيف، المعروف أيضًا بـ "محسس فروة الرأس". يعمل أنثرالين عن طريق تهييج جهاز المناعة وتحفيز نمو الشعر في المناطق المتضررة.

يمكن تطبيق أنثرالين مرة واحدة يوميًا مباشرة على فروة الرأس في المناطق التي تحتاج لتحفيز نمو الشعر فيها. يترك الكريم لبعض الوقت ثم يُغسل. يتطلب استخدام أنثرالين الصبر أيضًا، حيث يمكن رؤية نتائج تحسن نمو الشعر في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر.

هذا العلاج يستعمل بوصفة طبية وهو غير متوفر في تونس.

علاج الثعلبة بالثوم

تُستخدم بعض الأشخاص علاج الثعلبة بالثوم، ولكن لا توجد دراسات كافية حتى الآن لتأكيد فعالية الثوم في علاج الثعلبة. ينصح بالتحدث مع الطبيب قبل استخدام الثوم كعلاج للثعلبة لضمان سلامتك وفعالية العلاج.

 

يجب على المرأة الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج والعناية الجيدة بفروة الرأس والشعر لضمان تحقيق أفضل النتائج. قد يتم استخدام العلاجات الموضعية بشكل منفرد أو بالتزامن مع علاجات أخرى حسب توصيات الطبيب المعالج وحسب احتياجات المريضة.

العلاج الضوئي (PUVA)

العلاج الضوئي (PUVA) هو أحد الخيارات المستخدمة في علاج الثعلبة في الشعر عند النساء. يتضمن هذا العلاج تعريض الجلد المصاب بالبقع الصلعاء للأشعة فوق البنفسجية من نوع A (UVA) بعد تناول مادة ما تسمى بسورالين (psoralene)، التي تعمل على زيادة استجابة الجلد للأشعة.

يتم تناول السورالين عن طريق الفم أو استخدامه موضعياً، ثم يتم تعريض الجلد المصاب لأشعة UVA في عيادة الطبيب. يعمل هذا العلاج على تثبيط نشاط الجهاز المناعي المفرط في فروة الرأس وتحفيز نمو الشعر.

يجب أن يتم إجراء العلاج الضوئي (PUVA) تحت إشراف طبيب متخصص، حيث يتم تحديد جرعة البسورالان وتردد ومدة العلاج وفقًا لحالة المريضة. يمكن أن يستغرق العلاج بالPUVA عدة أسابيع أو أشهر قبل أن تظهر النتائج.

من الجدير بالذكر أن العلاج الضوئي قد يرتبط ببعض الآثار الجانبية مثل الجفاف والحكة والحساسية للشمس. لذلك، يجب على المرأة الالتزام بتوصيات الطبيب المعالج واتباع التدابير الوقائية المناسبة لحماية البشرة أثناء العلاج بالPUVA.

العلاجات النفسية والموسيقى كمعالجة مكملة

العلاجات النفسية والموسيقى يمكن استخدامها كمعالجة مكملة للثعلبة في الشعر عند النساء. أظهرت بعض الدراسات والأبحاث أن الحالة النفسية والتوتر العصبي قد لها دور في حدوث مرض الثعلبة. لذلك، يتم توجيه المرضى المصابين بالثعلبة إلى العلاجات النفسية والموسيقى للتخفيف من التوتر وتحسين الحالة النفسية والعاطفية.

في بعض الدراسات، تم استخدام العلاج بالموسيقى والإيحاء النفسي لعدد من المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج التقليدي. تم توجيه المرضى للاستماع إلى أشرطة تحتوي على توجيهات للمرضى بشأن الثعلبة، مع إدخال تأثيرات صوتية مهدئة مثل الموسيقى وصوت الماء والبحر والطيور. وقد أظهرت بعض الحالات استجابة تامة لهذا النوع من العلاج.

مع ذلك، يجب ملاحظة أن العلاجات النفسية والموسيقى ليست بديلاً عن العلاج الطبي التقليدي، وإنما تستخدم كمعالجة مكملة. ينصح بالتشاور مع أخصائي نفسي أو موسيقي مؤهل لتقييم الحالة وتقديم النصح والدعم المناسب.

 العلاجات التكميلية والطب البديل

العلاجات التكميلية والطب البديل يمكن أن تكون خيارًا آخر لمعالجة الثعلبة في الشعر عند النساء. هذه العلاجات تعتمد على الأساليب والتقنيات التقليدية غير التقليدية، وغالبًا ما تستهدف الجانب الشامل للشخص، بما في ذلك العقل والجسم والروح.

من بين العلاجات التكميلية المستخدمة لعلاج الثعلبة في الشعر تشمل:

1. العلاج النباتي

استخدام الأعشاب والنباتات الطبية المعروفة بخصائصها المضادة للالتهابات وتحفيز نمو الشعر.

2. العلاج بالتغذية

تغذية الشعر والجسم بالعناصر الغذائية المهمة لنمو الشعر الصحي وتحفيز الشفاء.

3. العلاج بالتدليك والتدليك بالزيوت العطرية

يستخدم لتحفيز تدفق الدم إلى فروة الرأس وتحسين صحة فروة الرأس.

4. العلاج بالأعشاب الصينية

تستخدم الأعشاب الصينية التقليدية لتحسين صحة فروة الرأس وتحفيز نمو الشعر.

مع ذلك، ينبغي ملاحظة أنه لا يوجد دليل علمي قوي يثبت فعالية هذه العلاجات في علاج الثعلبة. من المهم التشاور مع أخصائي صحة متخصص قبل تجربة أي علاج تكميلي أو طب بديل لضمان سلامة وفعالية العلاج.

 تحسينات حديثة في علاج الثعلبة في الشعر عند النساء

يشهد الطب تطورا مستمرا، من بين التحديثات الجديدة في هذا الميدان، نذكر:

1. العلاجات المستهدفة

تم تطوير بعض العلاجات المستهدفة التي تستهدف الآليات الدقيقة لمرض الثعلبة في فروة الرأس. وقد أظهرت بعض الأبحاث نجاحًا نسبيًا في استعادة الشعر في بعض المرضى.

2. العقاقير الجديدة

تم تطوير عقاقير جديدة لعلاج الثعلبة، بما في ذلك الأدوية المضادة للالتهابات والمثبطات المناعية، التي يمكن أن تساهم في تحسين حالة فروة الرأس ونمو الشعر.

خاتمة

في ختام هذا الموضوع، يمكن القول إن الثعلبة في الشعر تعد مشكلة مزعجة للكثير من النساء. تتراوح أسبابها بين العوامل الوراثية والمناعية والبيئية. تؤثر الثعلبة بشكل ملحوظ على النساء، لكن هناك خيارات متنوعة للعلاج.

تشمل العلاجات الموضعية استخدام مركبات الكورتيزون والموسيقى والاسترخاء كعلاجات تكميلية. كما تعتبر العلاجات النفسية والدعم النفسي أحد العناصر الهامة في إدارة المرض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن اللجوء إلى العلاجات الطبيعية والبديلة كخيارات إضافية.

على الرغم من وجود تحسينات في العلاجات المتاحة والبحوث المستمرة في هذا المجال، فإن علاج الثعلبة لا يزال يشكل تحديًا. يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب المختص لتشخيص وعلاج الثعلبة بناءً على الحالة الفردية.

في النهاية، يجب أن يتم توعية النساء بأن الثعلبة في الشعر ليست نهاية العالم وأن هناك خيارات للتعامل معها. التفاؤل والرعاية الطبية المناسبة يمكن أن تساهم في تحسين جودة الحيا 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال